أيها الكاتب هل هذه الأشياء الخمسة تسعدك حقاً؟!

 

السبب الأول: حين يكتب.

يبدأ الكاتب بمصالحة نفسه حين يكتب، وتبدأ شمسه بالإشراق حين تشرق أفكاره كلمات على الورق أو على شاشة جهازه. 

يمكن للإحباط أن يلتهم روح الكاتب فيهجر الكتابة، والكتابة مثل خيط ممتد بين عقل الكاتب ويداه، فكلما كتب أتته أفكار أكثر؛ لذا لا سعادة تضاهي سعادة الكاتب وهو يكتب. 

أنجاز صغير في الكتابة هو مصالحة كبيرة للروح، يتحول اليوم الخالي من الكتابة إلى يوم بائس، حين تكون أسباب الكاتب واهية في هجر الحبر والورق، أو لوحة المفاتيح التي إعتادت دغدغة أصابعه عليها. 

ماذا عن الآيام السيئة بسبب المزاج السيء؟ 

يمكن تخطيها فقط، وضع اليد على أول كلمة في النص، حينها المزاج السيء سيجر نفسه إلى باب الغرفة ويظل ينتظر الكاتب إلى حين يفرغ من الكتابة. 

تشبية مرعب أليس كذلك؟ 

ربما، ولكن دعني أخبرك بأمر، لقد حدث معي هذا مراراً وتكراراً يصبح المزاج السيء ذو كثافة أقل بعدما تكتب. 

السبب الثاني: حين يقرأ عن الكتابة. 

«اكتب تكن»: 20 كتابًا لتعليم الكتابة الإبداعية – إضاءات

عشرون كتاب عن الكتابة.

هذه عناوين كتب تتحدث عن الكتابة، يمكن أن تجد ظالتك هنا، أما أنا سأخبرك عن كتاب أحببته كثيراً، الكتاب هو: أخرج مع فتاة تحب الكتابة رابطه هنا إن أحببت قرآءته.أخرج مع فتاة تحب الكتابة.

يشعرني هذا الكتاب كأنما تجلس مع كُتاب في مقهى قديم يحدثونك عن طقوسهم أو كيف تمسكوا بالكتابة بعدما وجدوا أنفسهم بين طيات الكُتاب جملة مفقودة لم تكتب بعد. 

ثالث سبب يسعد الكاتب: حين يقال له: "كلماتك غيرت حياتي". 

نوع زهيد من السعادة لا يقال كثيراً، ولا يقال للجميع، ليس شرطاً أن تغير كتابتنا حياة شخص ما، لكن يمكن أن تلهمه، يمكن لفكره واحدة أن تفتح باباً جديداَ لم يفتح من قبل. لذا اكتب ربما ستغير كتاباتك حياة شخص ما. 

لكننا نتشارك تلك الرغبة فلا أحد لا يحب أن يكون شخصاً موثراً، والكاتب الحق لديه رغبة في ذلك أكثر من الجميع. لذا كلما زادت الحاجة لما تكتبته زادت قيتمك ككاتب. 

اكتب، وغيّر، وأثر، واخلق عوالم جديدة. 

السبب الرابع: حين ينشر كتاباً. 

رغبة يتشارك بها الكُتاب في كل اصقاع المعمورة، تشعرهم أن كلماتهم خرجت للنور أخيراً، بعدما إجتازت عقولهم لتحط رحالها على كتاب ورقي أو ألكتروني. 

جمل تقال في خلد الكاتب حينما يرى كتابه أبصر النور: سيكون كتابي رفيقاً لهؤلاء، سيقراه أحد ما، وسيحبه أحد ما، ولن يبالي به شخص آخر، وشخص آخر ربما لن يشتريه، المهم أنه سيكون موجوداً، سأختار له عنواناً جذاباً، سيكون اسمي موضوعاَ على غلاف أنيق، واخيراً سيتنفس الصعداء ويقول: اخيراً وضعت قدماي على الحاجز الأول من مارثون الكتابة. 

السبب الخامس: حين يتطور أسلوبه في الكتابة. 

حين تستطيع بناء عش، لا يشبه حين تبني قصراَ فخماَ يتوسط حديقة رائعة، لذا حين يشاهد الكاتب تطور أسلوبه يشاهد فناناً صغيراً يكبر مع مرور الوقت.

ولكي أكون صادقة لا يتطور الكاتب مع مرور الوقت فقط ما لم ترافقه الاستمرارية في الكتابة. 

لا شيء يطور الكاتب بالإضافة إلى الكتابة أكثر من القراءة، ولكي تكون القراءة مثمرة أكثر لا تقرأ مقالات بينما تريد أن تصبح قاص محترف. 

هذه بعض الأشياء التي شعرت أنها تسعدني أنا بصفتي كاتبة، لهذا أظن أنها تسعد معظم الكُتاب.