هل استطيع أن أكون ممتناً رغم المعاناة؟




هل استطيع أن أكون ممتناً رغم المعاناة؟ هل نستطيع أن نمتن رغم الأحزان. 

 تقول الحكمة لن تراه حتى تؤمن به، برغم أننا نعيش بمبدأ معاكس لسانه يقول: لن تؤمن به حتى نراه، لذا نصاب بالسخط ونظل ننتظر أن تتغير الأشياء لنتغير نحن، تتغير حياتنا لتتغير مشاعرنا، تأتي النعم لنشعر بها، لما لا نشعر بما نملكه حتى تأتينا نعماً أخرى؟

 على المرء أن يكون سعيداَ لكي يكون ممتناً، هل من الممكن أن تكون الحكمة على العكس: على المرء أن يكون ممتناً حتى يكون سعيداً، ربما هنا السر وهنا المعضلة. 

 لكني احسب أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال الاتى: 
 
*نظرة مختلفة للأحداث المؤلمة.

 أحاول البحث عن الجانب الايجايي في الأحداث التي يراها عقلي سيئة، البحث عن الحكمة للألم والأوقات الصعبة التي عشتها مثل من يحاول إخراج جوهرة من بين كومة قش. 

 تقول الحكمة أيضاً: أن كل شيء نسبي الشر به مساحة خير لا نراها، والخير به مساحة من الشر. في الأوقات الصعبة التي مررت بها كانت الأمور تبدو حالكة السواد، صحيح لكن الجانب الخيّر في الأمر أن الكثير من الأشياء تتغير دون أن أدرك ذلك، أنا من كنت أتغير، ليس أنا وحسب، يكتسب المرء في الأوقات الصعبة الصبر، تتغير مفاهيمه يتسع أفقه، يستنير يفهم أشياء لم يكن ليفهمها إلا من خلال الألم. 

 لذا يقولون أن الإيمان يمكنه أن يجعل المرء سعيداً في أشد أوقاته ظلمه، لأن أفقه يتسع لها نظرته ليست سطحية أو محدودة حتى يضيق ألمه. 

 *العبث مجرد فكرة عبثية.

 الإيمان بالحكمة الكائنة خلف كل حدث ليس ضرباً من الجنون حتى أسوء الأحداث و اصعبها يمكن اكتشاف سراً وحكمة فيها. قد يبدو هذا المنطق صعباَ في لحظات الألم لكنه متاح فيما بعد، أما في تلك اللحظات سيمكن إلتماسه أو التمعن بوجوده ليس أكثر ولا أقل كافياً ليعيننا على تجاوز الألم. 

* السعادة تتعلق بنظرتنا لما نعانيه وليس ما نعانيه. 

 في الأثر سمعت قصة لرجل مقعد يحمد الله، قال له رجل آخر مستنكراً :هل هناك شيء تحمد الله عليه؟ قال له: أن جعلني أحمده، بحسب ما تذكرته من القصة. يمكنك أن تلاحظ نفسية الرجلان يمكنك ايضاً أن تحكم من السعيد بينهما.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لرواية مزرعة الحيوان."جورج أوريل"

هل تعاني من اضطراب نفسي؟ هذه تجربة شخص يعاني من القلق