الخروج من سرداب الإكتئاب( حياتنا بين السكون والحركة )
الصورة من موقع freepik
حركتنا المعقدة.
لو أن الكواكب والنجوم في هذا الكون الواسع توقفت عن الدوران لتوقف الزمان وتوقف سير الحياة.
لكن مقدار السكون والحركة في حياتنا نحن البشر أكثر تعقيداَ من النجوم.
إننا قد نتحرك ولا نعي الوجهة التي علينا السير فيها، نتوقف ونموت ببطئ ونحن نظن أننا نسير، نتوقف عن الحلم، نتوقف عن التفكير، نتوقف عن السعي فيما أردناه لحياتنا ونظن أننا نسير، فقط لأن الوقت يمر والأيام تتابع.
كل ما في الكون يتحرك في مسار، يعرف نقطة البداية والنهاية النجوم نفسها تظل في اشتعال دائم حين تتوقف عن الحركة وتتباطئ التفاعلات بداخلها تبدأ بالموت، هل نحن نشبه النجوم؟ لا أدري.. يقال فقط أن كلما في الكون مخلوق من مادة واحدة!
ولو إن حركتنا تبدو أكثر تعقيداً من حركة النجوم؛ فلأننا محاطون بالحيرة، لا نعرف الوجهة، وإن كنا نعلم البداية بعدما استغرقنا الكثير من الوقت والتجارب تبقى النهايات مجهولة.
ربما تبدأ أرواحنا بالافول حين تموت الرغبة بداخلنا.
تلك الأشياء التي تثير شغفنا تبدو عادية وأكثر من عادية، الكون كله بلا طعم ولا لون ولا فائدة.
إن سرداب الاكتئاب طويل ومظلم، ونحن نبكي بداخله ننتظر الضوء ولو أننا سرنا قليلاً لخرجنا منه.
يمكن للأمور أن تتغير من الخارج إلى الداخل.
بعكس ما قد نظن أن المشاعر هي الخيط الذي يحركنا من السكون ويدفعنا للحركة يمكن للخطوات البسيطة أن تزيل جبلاً ثقيلاً من المشاعر.
إن إنتظار أن يتغير شعورنا، أو يضيء السرداب هو إنتظار عبثي وبلا فائدة.
ماذا عن متعة السير؟
تلهمني فكرة الخطوات، فكرة أن يخطو المرء فقط فكرة ملهمة، فكرة أن الغيث الذي تزهو به الكائنات هو قطرات متتابعة.
فكرة أن الذي يسير يرى تغير الزمان والمكان متوافقاً مع خطواته وسيره، بينما المتوقف عن السير، تخدعه الأوقات، ويذبل كما تذبل النجوم.
يمكن للحياة أن تكون فقط القدرة على الحركة.

تعليقات
إرسال تعليق