تأثير الكتابة وقوتها عبر العصور.
في عالم الكاتب تتلاقى ثلاثة أبعاد الفكرة الشعور واللغة التي تحمل تلك الأبعاد لتكون بعداً ثالثًا.
في العالم الواقعي يتلاقى البعد المادي للغة مع الحبر والورق.
ثم تعود الكتابة من جديد لتتلقى مع إنسان مع الثلاثة الأبعاد التي خلقت داخل الكاتب نفسه، الفكر والشعور واللغة.
في الأصل هما الفكرة والشعور يتلاقيان لينتجا كائنًا جديدًا، لذا الكتابة عملية خلق، إنتاج شيء من عالم غيبي إلى عالم ملموس.
الكتابة ولادة فكرة يصحبها جيش من المشاعر تقودها اللغة في هودج غالٍ أو رخيص.
الكاتب المؤثر في نظري هو من يخلق فكراً جديدًا وشعوراً يعمق قوة الفكرة ويجعل لها رواسي وجذور، الفكرة والشعور يجدان مكانها بين الكلمات ويتزاحمن في الجمل.
الكاتب المؤثر ينمي الفكر يهذب المشاعر ويحسن اللغة.
سهلاً أن تكتب بيدك لكن ليس سهلاً أن تكتب بقلبك، سهلاً جدًا أن تعبر عن معنى عابر، الصعب أن تخلق معنى حقيقياً.
الكتابة لتحدث فرقاً لا يكفي أن تكتب لأجل أن تكتب فقط.
اؤمن أن لكلماتك تأثير أكبر مما تتصور، فسحر الكلمات المتعقة بالفهم والصدق لا يزول.
ليست الكتابة وظيفة تباهي، الكتابة وظيفة تأثير وحقيقة ما إن تعي ذلك، حتى تتحول من فِرِح بما تكتب إلى مسؤول عما تكتب..
كيف حسنت الكتابة حياة البشر؟
يٱسرني دائماً القسم بالقلم في سورة القلم، إن البشر يسطرون وجودهم بالقلم، إنه معنى ظاهري لكن ربما المعنى أبعد من ذلك.
القلم رمز لحركة الفكر والتعلم والخروج من سكون العقل والجهل.
القلم رمز لتطلع الإنسان نحو المعرفة، لذا كان جواب القسم{ ما أنت بنعمة ربك بمجنون}
كلمة مجنون تدل على هذا الفهم
ما أن يفكر المرء حتى يكتب وما إن يكتب حتى يفكر، واذا أراد واحداً عن الآخر ظل هناك شيء ناقص، الكتابة تنظم العقل المتأمل وتحرك العقل المتجمد.
حين تكتب تشعر بهشاشة فكرك وبعمق تجربتك من عدمه.
وحين تفكر بدون كتابة تشعر أنك تسبح في عالم ممتد، لا تعرف أوله من آخره.
الكتابة رافقت البشر على مدى تاريخهم، خلّدت علومهم، قصصهم، تجاربهم، وهزائمهم، وانتصاراتهم عبر العصور سهلت لإنسان الألة فهم الإنسان القديم ، جعلتنا نشعر بوحدتنا الإنسانية.
لولا الكتابة لكان البشر قطيع حيونات، لولا الكتابة لما كانت القراءة، لما كان الفكر، لما إستطاع الإنسان التعبير عن فكره وشعوره.
تعليقات
إرسال تعليق