لست أنا ما أشعر به.

 

لست أنا ما أشعر به 

 أحياناً يؤذيك أن مشاعرك تؤذيك أحياناَ يؤذيك إفراطك في إنسانيتك في طيبتك وأحيانا يؤذيك إفراطك في خوفك وفي حزنك وفي مثاليتك وأحياناً يؤذيك شعورك كأن لا أحد يشعر بك إنها قوة المشاعر يا ساده قوة هذه النعمه العظيمة وهذه المحنة العظيمة. 

ليتنا نملك عقار يحولنا الى كائنات رمادية لا تشعر يحولنا الى أحجار جافة لكننا ندرك أن ذلك الامر لو تحقق نكون قد فرطنا في قدرتنا على الشعور، وأننا تحولنا إلى جثث متجولة. 

كنت أعرف أن الحزن يجره حزن آخر وأنه كما قالت لي أمي ذات يوم: "الدمعة تجر الدمعة"

صرت متأكدة أن ليس علي أن أتوقف كثيرًا أمام مشاعري أنها فقط مشاعر تذهب وتأتي أما أنا فلي الأمر فيها ولي القرار فيما أمليه عليها لا ما تملي علي هي به.

منذ أدركت ذلك تغيرت الكثير من الأشياء لكن هذا  لا يعني انني لم أفقد إدراكي لهذه المعادلة في وقت من الأوقات.

كانت مشاعر الحزن أو أي شيء آخر قوية وصاخبة لدرجة تشعرني أن العالم قد توقف وأن علي أن أتنازل عن رغبتي في البقاء، كمن ألقى أسلحته وفر من المعركة هذا الشعور العميق بالرغبة في الإنسحاب وتجنب كل شيء كان يداهمني فأقف حائرة أمامه. 

في لحظات الصفاء أنظر نحو مشاعري كمن ينظر من فوق منارة عالية إلى السفن التي تجرها خيوط البحر تحت ناظريه.

حتى في لحظات الحيره أدركت أنني لست أنا ومشاعري شيء واحد، وأن كلانا يجب عليه أن يصغي إلى الآخر أو ربما يجب علي أنا أن أصغي لها أن أفتح لها المجال أن أسمح لها أن تخبرني بما تريد أن تقوله. 

هذا الإدراك جعلني أفهمها، جعلني أدرك كيف أتعامل معها جعلني أتعامل معها كمن يعزف على سنفونية متناغمة.

مشاعرنا القوية ككتلة من النار تجري في داخلنا ما إن أسمح لها بالخروج حتى تتبدد حتى تتلاشى، حتى تخرج على هيئة لوحة فنية أو قصيدة شعر أو مقطوعة موسيقية أو قصيدة نثرية، أو لحن أغنية أو قصة حزينة أو رواية مليئة بالشخصيات الغامضة. 

قالت يوما معلمتي تلك الجمل:"ة لست أنا ما اشعر به" ومنذ ذلك الحين وأنا أعزفها ولا تعزفني، أقودها ولا تقودني، اهذبها فلا تلوثني.