كيف يساعدنا التأمل لسماع صوت الحقيقة بداخلنا؟

إننا كائنات هجينة مليئة بالمتدخلات، أصوات وأفكار تتعارك في داخلنا، مثل حفلة صاخبة، الفهم تجاه ما يجري قي الداخل أمر في غاية الاهمية.

أنواع صوت الداخلي 

1. صوت الضمير هو الصوت الذي يرشدنا وينبئنا في حال تجاوزنا الخطوط الحمراء او الحد المسموح وهو يخبرنا بما يجب علينا، ويمنعنا من أذية الآخرين. 

بالطبع هذا الصوت علينا الاستماع له فكلما اصغينا له كان مرشداَ قوياً،  وكلما انكرناه أهملناه مات بداخلنا وخف صوته حتى لا نكاد نسمعه، هنا نكون قد فقدنا جزءا مهم من اتصالنا مع ذواتنا.

 2. صوت الحدس وهو صوت الذي يخبرك أن تتبع خياراً ما بدون بدون تبرير المنطقي، تقول بعض الدراسات أن الحدس عبارة شعور مبني على تجربة سابقة، هذا في احدى التفسيرات له. 

3.الأفكار السلبية، تصعد فكرة الى عقلك الاواعي مروراً بالوعي تسبب المشاعر السلبية، مثلاً قد يخبرك بعدم قدرتك على فعل شيء ما، يضع العوائق في طريقك الأعذار والمبررات، ويقوي المشاعر السلبية كالخوف والغضب والقلق الصوت الذي يهاجمنا دائما وفي اغلب الاوقات، إن لم نكن نملك درع حماية أمامه. 

صوت الحقيقة : 

الصوت الذي يكشف لنا السبب خلف شعورنا بالضيق أو الاستياء أو غيره اذا كان هذا الصوت قوي وفاعل فهو قادر على توجيه الإنسان إلى فهم نفسه. 

طبيعة الحياة وطبيعة الإنسان المتقلبه كلها تؤدي الى اختلاط الصوتين بداخله والى تماثل الحقيقة داخل الانسان وعدم معرفته ما الذي يريده حقا وعدم قدرته على فهم مشاعره الحقيقيه. 

غالباً حياة الإنسان هي مجموعة من الأفكار والقرارات ولكن هذا الاختلاط ما بين الصوتين الحقيقي والنافع والسلبي يجعل الإنسان في حالة من الحيرة خاصة أن الصوت الثاني يتسرب الى مشاعر الإنسان ويوهمه ويصف له أنه يريد مصلحته. 

أمام هذه الأصوات المتداخلة المشاعر المتضاربه شرعت لنا الخلوة والاختلاء بالنفس بغرض رفع الصوت الحقيقي وخفض الصوت السلبي والاستماع الى ما ينفعنا حقاً. 

معرفة الإنسان لما يريد وما يحتاج والفصل في كثير من الامور واخذ القرارات وإغلاق الكثير من الملفات هو أمر مهم لكونه يهيئ الإنسان فهم نفسه ومعرفة مشاعره وعواطفه ودوافعه ويجعل من قدرته على فهم الحقائق حوله  أكبر. 

قال الرسول صلى الله عليه وسلم{ اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور} تشبيه شبه الرسول صلى الله عليه وسلم حالة تفلت الإنسان وضياعه، إلى حالة تفلت العمامة والكور هو بقاء العمامة مرتبة جميلة. 

التأمل مهم لأنه يعلم الإنسان ترتيب مشاعره فتأخذ كل المساحات بداخله مكانها الصحيح، التأمل إمعان النظر في شيء والتأمل ومحاولة فهمه. 

أنوع التأمل:

 تأمل ذاتي في ذات الإنسان ومشاعره وأفكاره ومعرفة كيف تؤثر الحياة والضغوط والأشخاص عليه . 

تأمل في الكون والخلق يكون عن طريق الملاحظة والبحث تأمل في سنن الحياة والأقدار، كل هذا التأمل يكون عن طريق السؤال عقل الإنسان يستجيب عندما يطرح السؤال ويفكر ويربط الأسباب بالنتائج ويبحث ويسأل ويتعلم لتكتمل المعرفة والصورة.