كيف يعيد القرآن تشكيلنا وإعادة تشكيل الحياة في أعيننا؟


 

تسلل الآيات الى قلبك تغير الكثير من الاشياء التي لم تكن تتخيل أنها ستتغير. 


الكثير من الآيات تخبرك أن هناك حياة أخرى لا لم تعيشها بعد حياه ذات قوانين مختلفة وطابعاً آخر تخبرك أن الحياة التي تعيشها قصيرة ومحدودة فتصل كرسالة

أن ما يحدث معك ليس هو كل الحكاية وأن هناك جزءًا لم تراه بعد وربما هو الجزء الأهم من القصة.


فيصبح الواقع المرير الذي تعيشه مقبوَلا ويصبح الألم الذي تشعر به تخالطه مشاعر بهجه غريبة وكأنك من جهة تشعر به ومن جهه تشعر أنه منحة أو هدية.


تحدثت الآيات خلخلة في تصوراتك فتتغير مشاعرك أفكارك ، لست أنت ذات الشخص الذي كان قبل ساعة.


في علم النفس يقولون أن الفكرة هي بذره الشقاء أو بذره السعادة، حينما تكون ذلك الشخص المحبط المتشائم فإن القرآن لا يغير فكرة واحدة وحسب بل يغير كماُ هائلاً من الأفكار.


لست أنت ذلك الشخص القلق فالقرآن يمنحك طمأنينة مفادها أن كل شيء بيد الله، لست أنت ذلك الشخص الخائف من الرزق فالقرآن يقول لك أن رزقك سيصل إليك ، عليك فقط أن تعرف كيف تسعى نحوه، لست أنت ذلك الشخص الخائف من كيد فلان أو من بطش فلانة، لأنك تؤمن أن الأمر بيد الله، وإن منحهم القدرة على عكس دفة حياتك لوقت ما، هو يملك البحر والسفينة والأمواج، والأمور لن تجري على ما يرغبون وإن توهموا بعكس ذلك. 


يخبرونك أن قطار الحياة قد فاتك وأنك قد وصلت الى النهاية، وأنت تعلم أن القطار لا يفوت على من يعرف مدبر الرحلة، وأن النهايات مع الله بدايات جديدة، يشفقون عليك في بؤس، والله يمنحك الأمل والرحمة. 


القرآن لا يغير الحياة في عيينك فقط بل يغيرك أنت في عين نفسك، يخبرك أنك لست سيئًا على المطلق ولست جيداً على المطلق، بل يعلمك أن تعترف لتتطهر وتتزكى وتكون الشخص، الذي تريد أن تكون. 


أنت لا تتغير ليس لأن القرآن لا يغير بل لأنك لم تفهم معادلة تغييره لك ببساطة لأنك لم تفتح قلبك ولأنك لم تجرب أن تضع عينيك على موطن الجرح فتسمح للآيات بان تغسل روحك. 


أنت تريد أن تكون مثالي وخالي من العيوب والقرآن يريدك أن تكون حقيقتك. 


أن تعترف بنقاط ضعفك وأن تعمل على إصلاحها، يخبرك عن نفسك، ما الذي يدفعها؟ ما الذي يسعدها؟ ومن تحارب؟ وأي طريق تسلك؟

ثم تتساءل في ريب هل حقاً يستطيع القرآن أن يغيرك. 


لم تتعلم كيف تعطيه مفاتيحك لأنك تظن نفسك بلا مفاتيح، تظن نفسك جدار صلب لأنك لم تتعلم كيف تحرك دماء الحياة بداخلك، والقرآن لا يحرك الموتى بل تصل رسائله لمن يشعر ويسمع ويصبر، ألم يحن الوقت لتبصر، وتسمع، وتفك الأقفال عن قلبك. 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لرواية مزرعة الحيوان."جورج أوريل"

هل استطيع أن أكون ممتناً رغم المعاناة؟

هل تعاني من اضطراب نفسي؟ هذه تجربة شخص يعاني من القلق