يومٌ خالٍ من القلق.

 

يوم خالِ من القلق. 

دعوني اشاركم بعض السلام الذي أعيشه اليوم، من العدالة أنه مثلما نتحدث عن الألم نتحدث عن النعم.

يخبرني قلبي أن علي أن أحتفظ بهذه اللحظات السعيده لنفسي، وكأنما السعاده تنقص حينما نتشاركها مع الآخرين، وكأنه نوع من الحذر والخوف الزائد، لدرجة تريد أن تمسك لحظات السعادة وتخبئها في جيبك، او ربما تضعها في حقيبة يدوية، ثم ندرك أنه خوف زائف ولا مبرر له. 

لذا هيا نتحدث عن ساعات يوم خال من القلق مع وجود الكثير من المواقف المسببة للمزيد منه، تستحق الحديث والشكر، تشعر أن قلبك محاط بسور فلاذي من الجليد الناعم. 

منذ الصباح واللحظات الصعبة تلاحقني لكن هذا الادراك كان كهدية ثمينة أو مكافأة غير متوقعه، أو ربما لصبري أو ربما منحة كريمة من الكريم. 

كان إدراكاً لما يجري بداخلي أدركت أن التفكير الدائم في المستقبل نوع من الموت البطيء، بدأت أدرك غمامة التكفير القاتمة الساكنة في عقلي، واجهت المشكلة التي يؤرقني التفكير فيها بشكل دائم فانزاحت تلك الغمامة تاركة وراها جواً شاعرياً جميل.

أدركت أن بذرة القلق هي خوفنا من المستقبل الذي لم نستطع مواجهته، القلق خوف غير مبرر، عيش في المتسقبل الذي تحاول جاهداً الهروب منه، العيش في أسوء توقعاتك.

بينما يتسرب الحاضر مع بقاء أسباب القلق تربطها بالواقع وتعيش معها بأستمرار.

كان ذلك الإدراك مثل ضوء مصباح في نفق مظلم. 

لست من صنع لحظة السلام تلك، لله الأمر الفضل والأمر ، اذا شاء أن يسكب على قلبي غيثًا من السلام.

الادراك والبصيرة من أجل النعم، وحين يجتمع سوء الإدراك مع قساوة الظروف يكون الشقاء. 

أدرك جيداً ماذا تعني قوة الأمتنان، أعرف كيف يخلق التركيز على النقص والفوضى مزيداَ من النقص والفوضى. 

التسليم وترك دفة الحياة للقدر يجلب السلام، إدراك ما تملك الفعل فيه وما لا تملك الفعل فيه طريقاً الى التسليم.

التصور المظلم عن الغد وحش يجرنا الى الشعور بالعجز، الشعور بالعجز يجرنا الى المزيد من الألم. 

أسوء ما قد تعيشه هو الشعور الدائم بتأنيب الضمير وأن هناك شيئاً يجب أن تفعله لكنك لا تملك القدرة لتفعله. 

كل ذلك تعافيت منه ليوم، اللهم ادمها نعمة يا كريم.