كيف نتعافى من أثار الصدمة النفسية؟
مشاعر عدم الأمان وعلاقتها بالصدمة النفسية.
أثناء قراءتي لإحدى الروايات السوداوية والتي تندرج تحت القصص الواقعية التي حكاها الكاتب من قصص أشخاص حقيقون.
كانت هناك قصه ظلت في خيالي لامرأة تعرضت لنوع شديد من الأذى، الختان ثم صدمات اخرى متتالية منها موت أخيها، تبدأ القصة من ذلك الجزء وتنتهي في جزء آخر حيث تكون تلك الفتاه مصابة بالفصام تتلقى العلاج في أحد المصحات النفسية.
قدمت الرواية النظرة العبثية والسوداوية التي تحمل لهجة ساخطة على القدر التي لا انسجم معها، وبرغم ذلك أكملت القراءة، أعتبرت الأشخاص الذين عرضتهم القصص أشخاص لم يدركوا سر معاناتهم و لم يكافحوا الكفاح الذي يجعلهم ينالون قدرًا من السعادة.
حيث كانت كل تلك القصص ماساوية أصحابها ايضا لديهم خيارات غبية أحيانًا وخيارات ظالمة بحق أنفسهم.
لكن ما لفتني هو قصة تلك الفتاه التي تحدثت عنها في بداية التدوينة الفتاه التي تعرضت لصدمات نفسية شديدة.
كانت تلك الفتاه تعيش حاله من الاكتئاب الشديد ونوبات الهلع والذعرهذا التوصيف الذي أعرفه أنا والذي لم يذكره الكاتب إلا حين ذكر الكوابيس التي كانت تتعرض لها والأفكار التي كانت تراودها وشعورها بأن الوحوش والحيات ستلتهمها.
تعلمت من الحياة ومن القصة تلك ومن تجاربي الشخصية أن هناك مشاعر اذا اصابت الإنسان شتت روحه تلك المشاعر أسميها أنا مشاعر" عدم الامان"
وشعور الانسان أنه معرض للاذى والظلم في أي لحظة مشاعر تجعل من نظرته للحياة سوداوية وتجعل منه قليل الثقة بالناس وقليل التواصل والصلة مع الناس والحياة.
الضعف الإنساني هو الأمر الوارد والطبيعي في هذه الحوادث بينما قوته هي الأمر الاستثنائي انها ما على المرء السعى له ليخرج من تلك الحالة.
مشاعر عدم الامان التي تسبب الكثير من المشكلات والاضطرابات النفسيه لها علاقة بالاضطربات النفسية مثل القلق، التوتر، الاكتئاب، لا أعرف إن كان لها علاقة باإضطربات أخرى كما أن لها متعلقة بالصدمة، وهي ردة فعل لا واعية للشعور بالاذى.
توجه العقل الاواعي نحو أفكار ومعتقدات سلبية عن الحياة، مشاعر عدم الأمان مرتبطة بالعلاقات بصورة غير مباشرة.
هل نستطيع أن نتعافى؟
هل نستطيع ان نتعافى من تلك المشاعر ونعيد ثقتنا بالله وبالحياه وثقتنا بانفسنا نتفاءل برغم الاذى والظلم الذي تعرضنا له في الحقيقة كلما كان مقدار الأذى كبير كلما كان الأمر أصعب ولكن دائمًا هناك حل وهو إعادة مفهومنا عن الأمان.
البشر قد يؤذونا بطريقه وحشية، قد يقصرون في حقنا، إنها الحياة وامتحاناتها وكلما عاشرت، بشرًا ظالمين زادت معاناتك.
الحل أن تنظر نحو الأفق الواسع أن تتصالح مع التجارب السيئة والمدمرة أن تمنح نفسك فرصة للحياة.
تعبر عن تلك المشاعر، تخرج من دائرة المظلومية الى دائرة التقبل والرضا لا يعني ذلك أن تكون بلا مشاعر بل يعني ذلك أن تتجاوز التجربة.
الكلام دائما سهل ولكن لا يعني ذلك انني لا أعي أن الفعل ليس سهلا لقد تعرضنا لأذى أقل ولم نتجاوزه بسهولة ولكن هل يعني أن نفقد حياتنا لنكون ضحية الظالمون بلا خيار آخر في القصة؟
في لحظات الضعف المدمرة يبحث المرء عن قوة تسنده، زاوية جديدة ينظر من خلالها تلك القوه هي الله لا يوجد قوة أخرى يمكنها أن تنقذه من نفسه ومن شتاته ومن صعاب الحياه التي يتعرض لها وقد قيل كن إلى جوار الرامي تنجو.

تعليقات
إرسال تعليق