بين مشاعر الحرمان والاحتياج، كيف تفشل علاقاتنا؟
في بودكاست ثمانية مع ياسر الحزيمي يقول أن العلاقات البشرية قائمة هي الاحتياج، حتى العلاقة بالله قائمة على الإحتياج أيضاً، إلا أنه هو الغني، فكل شيء يحتاجه وهو لا يحتاج لشيء.
حتى العلاقات الأقرب الينا هي التي تعطينا وتغطي الكثير من المساحات الإحتياج بداخلنا.
حاجتنا للحب والتفهم، والمشاركة، والاستماع، والثقة والتقدير، والعطاء، كلها حاجات لا يملأها إلا وجود شخص في حياتنا.
يقول علماء النفس أن الحاجز بين الإنسان والإنهيار وجود شخص داعم في حياته ولو شخص واحد.
حتى أبونا آدم في الجنة لم يستأنس وحيداً.
لكن يقال أيضاً الحياة لا تعطي محتاج.
وأن العلاقة التي تدخلها من باب الإحتياج تخرج منها أشد حاجه، يقال ايضاً أن عليك أن تتعامل مع العلاقات كما لو كانت إضافة في حياتك، ماهو الصواب؟
هل هذه الأفكار صحيحة إلى حد ما أم أنها خاطئة؟
إننا لا ندخل العلاقات من باب الإحتياج إنما ندخل إليها من باب الحرمان، والحرمان مشاعر ضارة إنك تطلب الشيء لإنك تشعر أنه مفقود بالنسبه لك.
شعورك أنك لا تستحق ذلك الألم أو تلك الخيبة أو ذلك التخلي شعورك أن هناك شيئًا مفقودًا في حياتك شيئًا كبيرًا لن تسعد بدونه، شعورك أن العالم قد توقف بالنسبه لك وأن عليك أن تجد صدرًا آمنا وقلبًا دافئًا ويداً تمتد لك لتكمل الحياة.
تلك الرسائل يخبرها بك الحرمان ولكن هل تلك الرسائل صائبه أم لا؟
تلك المشاعر تجعلك في حاله عدم إتزان إذ تجعلك متعلقًا بالشيء الذي تريد، بالأمر الذي تشعر أنه مفقود بالنسبه لك تجعلك تطلبه بشدة تطلبه وتشعر أن الحياة بدونه لا شيء.
المكسور من عائلته يبحث عن علاقة تسد ذلك الإحتياج بداخله وشعوره بالخواء والحزن، المرأه التي تتطلق ثم تذهب إلى أي علاقة سريعًا تبحث عن رجل يعطيها ذلك الشعور بأنها امرأة قوية ومرغوبة.
نركل مشاعل الخيبة والخذلان ونحبسها في داخلنا لا نمنح نفوسنا الوقت ولا الطريق المناسب لنتعافى منها نبحث عن أي علاقة تجعلنا نشعر أننا أفضل وأننا مقبولون وأن لنا قدرًا من المحبة في قلوبٍ اخترناها.
إننا لا ندخل العلاقات من باب الإحتياج الطبيعي الفطري القائم على الإختيار الواعي بل ندخل إليها مسوقين برغبتنا الجامحة في الحب ورغبتنا بأن نكون مقبولين ورغبتنا بأن تشفى جراحنا فنخذل بطريقة أشد ألماً ونزداد وتتفاقم جرحنا، نتساءل أين الخلل ولماذا وقعنا في علاقات سيئة ومدمرة مرة أخرى.
حصولنا تتهاوى سريعًا أمام مشاعر الإنجذاب أو الإهتمام الطفيف.
ربما ذلك الحرمان يجعلنا نتصارع مع حقيقه العلاقات وكيف صاغها الله لتنسجم مع سنن الكون.
الحياه تخبرنا أن العلاقات ليست إلا وسيلة لنعيش لكن ذلك الحرمان يجعلنا نرى أنها غاية لا يمكن أن نعيش بدونها
ما الحل إذن؟
ربما علينا فقط أن نمنح أنفسنا الوقت أن نمنح مشاعرنا القدرة على التصالح أن نكون راضين بأننا أُصبنا في قلوبنا وأننا مملوءن بالخيبة وأننا قد خذلنا من الأشخاص الذين كان من المفترض أن يكونوا هم الأمان والدفئ.
ربما كان علينا ان نملا رصيد المحبة لله ولأنفسنا، ربما كان علينا أن نتقبل تلك الهزائم وأن نمضي في الحياة وأن ننشغل بما يجعلنا أنضج وأقوى بدلًا من محاولة مداواة جراحنا بجراح أخرى.
ثم نتجه إلى الحياة لنختار العلاقات بوعي نختار الأشخاص لقيم لأنهم قادرون على أن جعل حياتنا أفضل بطريقة، ما وجودهم يمنحنا تلك الاحتياجات الفطرية، بدون الكثير من الكدر والتعب والمبالغه بدون أن يكون همنا في الحياة هو ملئ ذلك الفراغ.
إنه حديث طويل ذو شجون، أتمنى اني وفقت أن أوضح أن أمية المصطلحات_ كما تقول معلمتي_توقعنا في كثير من الحيرة والمشكلات.
لا تكفي هذه التدوينة للكتابة عن هذا الموضوع الشيق والمثير والغامض في نفس الوقت، ستكون هناك تدوينات أن شاء الله في ذات الموضوع كلما أتضح لي لجزء من الصوره سأكتبه هنا.

تعليقات
إرسال تعليق