كيف نسمح لمشاعرنا السلبية بالمغادرة؟

 كيف نسمح لمشاعرنا السلبية بالمغادرة؟






مثل حصى صغيرة ملقاة في بحيرة هادئة، تبعثر فكرة واحدة شعورنا وتصوراتنا عن الحياة، في عقلنا غير المحدود( الاواعي ) تحدثت الكثير من التشوهات التي لا ندركها لكننا نشعر بها في سلوكنا المضطرب ومشاعرنا المتأججة على غير العادة.



في تلك اللحظة نشعر أننا ضحايا لأفكارنا، نبحث عن وسيلة ممكنة تجعل تلك الأفكار تسير في الاتجاة الصحيح.



في العصر الحديث صار الإنسان قادراً على فهم نفسه بشكل أوضح، لكن هذا لا يعني أن الإنسان قديماً لم يكن يعرف طرقاَ لأصلاح نفسه.



تقول مدرسة العلاج السلوكي المعرفي أن الخلل يبدأ من تلك الأفكار الصغيرة التي قد نظن انها ليست بذلك التأثير، النظرة التشائمية للحياة، والنظرة السلبية للنفس، تخلق الكثير من التشوهات غير المرئية لكنها واضحة التأثير.



إنها الأفكار الخاطئة هكذا تسمى، لكنها ليست فكرة ملقاة في الفراغ، إنها فكرة لها جذور من مواقف ومشاعر متكررة. 



مثل فكرة أنا عديم القيمة أو غبي أو ساذج، متصلة بمشاعر الدونية والازدراء، إنها أمثلة على سبيل الايضاح فقط، الأفكار السلبية لا حصر لها. 

أنها التفسيرات والأحكام العاطفية تجاه مواقف حدثت فظلت هناك في داخلنا تأخذنا الى حيث تشاء حتى تصير جزءاً منا ومن هويتنا.



في لحظة ما قد ندركها ونفهم تأثيرها الضار، وعوضاً عن نسفها، يرفض لا وعينا التخلي عنها إنه يعتبرها جزء من هويتنا، إنها تفسيرات تحمينا أو بالأصح هكذا يراها عقلنا. 


يمكن القول أن الفكرة هي الصوت الذي نسمعه بينما المشاعر هي الجسد الذي يحمل ذلك الصوت، إننا لا نستطيع تغيير الأفكار حينما نصل إليها، لأن عقولنا ليست مهيئة لذلك، يمكننا إسكات ذلك الصوت لكنه لا يعني أن ذلك الجسد الضار غادر من داخلنا، إن الأفكار تتغير حينما تتغير المشاعر المرتبطة، ما أن تتحرر من المشاعر التي تدعمها حتى تفقد قيمتها ووزنها. 


إذن الحل هو التحرر من المشاعر بدلاَ من محاولة إسكات الأفكار: كيف نتحرر من تلك المشاعر؟ 


الكتابة، الفضفضة، التأمل، وأشياء أخرى كلها قد تنفع وقد لا، إنها مرتبطة بالقرار الداخلي لنا. 

هل نحن مستعدون للتخلي عنها؟ هل نسمح لها بالمغادرة؟ هل نحن راغبون بكسب هوية أخرى بدونها؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لرواية مزرعة الحيوان."جورج أوريل"

هل استطيع أن أكون ممتناً رغم المعاناة؟

هل تعاني من اضطراب نفسي؟ هذه تجربة شخص يعاني من القلق