مدينة السعادة الساحرة




في ظلام دامس وهي متكورة في خوف وحزن ووحدة، بعد صلاة ودموع اغمضت عيناها سهواً رأت جندي ذو وقار وهيبة قادماً نحوها، قال لها: مرحباً أيها الفتاة، أنا السلام جندي من جنود السعادة أتينا نزور الحزانى واليوم كان دورك. 


 السعادة أتت تمضي خلفه كأميرة ساحرة الجمال خجولة، ترتدي فستاناً أبيض ولديها شعر أصفر يشبه الشمس، قال السلام ألقي التحية على الأميرة أيتها الفتاة، الأميرة لا تزور الذين ينتظرونها وحسب، إنها تأتي لمن يبادلونها بالتحية، وها قد القيت التحية وفتحت بابها إلى عالم السعادة السري. 


كانت مندهشة تتعجب من كلما يجري، أتت أميرة السعادة وأخذتها بيدها، وبصوت ناعم ورقيق قالت لها : بحزم تعالي معي إلى مدينتي، سترين أشياء لم ترينها في حياتك. 


رأت باب السعادة كان مفتوحاً دوماً وكان هناك الكثير من الناس يتمشون من أمامه، كان يركضون خلف أشياء ظناً منهم أنها سعادتهم، لم ينتبه له أحد، كانوا يظنون دوماً أن السعادة في أشياء لا يمتلكونها. 


دخلت المدينة بقدمين حافتين وقلب خال من التشبت، دخلت المدينة وهي تمد نظرها نحو الأشجار الخضراء الباسقة، والمباني العالية، أرادت أن تبيت في منزل منها، أختارات لها الأميرة منزل بسيط، كان كوخاً خشبياً رائع زاهي الألوان معلق كجوهرة بين الأرض والسماء، كان الهواء كثيفاً لدرجة تحول صدرها بستان أخضر، كانت خفيفة هي الآخرى مثل ريشة.


غادرت المنزل في صباح لا يشبه أي صباح، كان أشعة الشمس تعانق كل شيء، كانت تتسائل الى أين ستأخذها أميرة السعادة في مدينتها الساحرة. 


كانت محطة كبيرة مزينة بالزهور والزمرد مكتوب على بابها الأمامي، لن تنال من السعادة حتى تتقن فن الرضى. 


وشيخ كبير عليه الوقار والهيبة يقول لها بصوت ثخين ودافئ:

"عاهدي نفسك يا ابنتي أن ترضى مهما خسرت، ومهما تألمت، عاهد نفسك أن تملكِ زمام قلبك وأن لا تتخلى عن الأمل مهما أوجعتك دروب الحياة"


كانت الكلمات تلك تتردد في ذلك الحي العتيق، أما أميرة السعادة كانت تعلو في الهواء تتمد لها أجنحة عالية زاهية، قالت للفتاة الحزينة آلات عرفتي سر السعادة حافظي عليه واحفظيه في قلبك، عيشي الحياة مؤمنة لا شيء آخر قادر أن ينقذك إلا إيمانك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لرواية مزرعة الحيوان."جورج أوريل"

هل استطيع أن أكون ممتناً رغم المعاناة؟

هل تعاني من اضطراب نفسي؟ هذه تجربة شخص يعاني من القلق