قلبٌ راضي يتسع للحياة

 قلبٌ راضي يتسع للحياة 

أخبرني عن راضٍ عن حياتك؟ أخبرك عن صحة قلبك. 

يقال في العلاج السلوكي المعرفي أن التصورات العميقة عن النفس والحياة هي الأفكار التي تقف خلف كل الإضطرابات التي يعيشها الإنسان.

رحلة المعالج تنطلق من السلوكيات الضارة إلى المشاعر السلبية أملاُ باكتشاف الأفكار تلك ثم إصلاحها.

إنها رحلة الى النفس، أحياناً الى الماضي والطفولة، وأحياناً إلى الصدمات التي لم تحل وظلت عالقة في منطقة مخبأة في الجزء غير الواعي منا.

ولأني خضت تلك التجربة بنفسي، تجربة الإضطراب وتجربة العلاج الذي قررت خوض غماره منفردة، الأمر تطلب الكثير من الوقت والصبر إلا إنها رحلة رأيت فيها لطف الله وإلهامه لي كنت أشعر أن الطرق تتفتح لي لفهم نفسي، أحببت تلك التجربة التي مازلت أخوض طرقها الملتوية الى اليوم.

كان التوتر المزمن هو ما أعاني منه تحول التوتر الى أعراض جسدية، جعلتني أشعر أنني سأخسر الكثير من نفسي الى أن قررت أن أقف وقفة صدق للتعافي.

تصوراتي عن الحياة كانت كلمة السر لفك تعويذة التوتر والحزن، شعرت بنعمة الحياة تسري من جديد في داخلي حينما أكتشفت تلك الأفكار ومزقت تعويذتها السامة. 

كلما عاد التوتر عدت لابحث عن تلك الأفكار وانبشها من بين الركام، وكانت الأمور تتحسن في كثير من الأحيان. 

الى وقت ليس ببعيد شعرت أني قد فقدت البوصلة، عدت مرة أخرى إلى الإضطراب، بقوة أكثر مما مضى. 

على سجادة الصلاة أشعر بالعجز وتضيق بي السبل، بقليل من الذكر افتتحت أسراير القلب وجدت نفسي اردد الحمد لله، اكتشفت ما خلف تلك الكلمة كنت لا أشعر بها كما لو كان سوراً بداخلي. 

نعم أنا لست راضية عن حياتي، جعلتني تلك الكلمة أشعر كم أن الامتنان وإدراك النعم كان بعيداً عن تفكيري. 

كانت لحظة إدراك جعلتي أشعر أن الرضى عن الحياة هو الذي يفتح لنا أبواب العلل والمرض والاكتئاب. 

ربما أن ظروف الحياة ليست على ما يرام لكن هذا لا يعني أننا لسنا محاطون بالنعم، وأنه ليس لدينا الكثير من الأشياء التي تدعو للامتنان والفرح. 

الأمل هو الذي يعطي لما نعيشه من معاناة نهاية وفرج، لقد غادر الأمل أيضا، وصار المستقبل سوداوياً وقاتماً، حين تعود الثقة بالله يعود الأمل، تصبح المعاناة التي لا نهاية لها مجرد وقت وينقضي.