أن يتألم قلبك بشدة
أن يتألم قلبك بشدة
الألم نوعان نوع نحن تسببنا لأنفسنا به، ونوع آخر نحن لسنا إلا ضحاياه ذلك النوع من الألم، آلآم وحشية لها مخالب تنزع من إنسانيتنا وترمينا في شقاء مضمون إن لم نشأ تغيير القصة لصالحنا بطريقة عجيبة وأسطورية.
كان هناك طفلة صغيرة سوداء البشرة ابنة غير شرعية تبرآت منها امها ووضعتها في منزل جدتها كبرت الفتاة لتجد نفسها مرفوضة لا أحد يحبها سوى جدتها ثم تعرضت للاغتصاب والتحرش في سن صغيرة كل هذه الأحداث قادرة على صنع منها شخص ناقم وسيء لكنها شاءت أن تخلق لنفسها قصة مختلفة.
هذه الطفلة هي أوبرا وينفري لا أحتاج أن أخبرك من هي أوبرا وينفري لقد صارت أكثر حساسية من غيرها بمعاناة الاطفال وجرائم العنف ضد المراة وليس هذا وحسب بل تحدث عن الألم بكل شفافية أخبرت الناس أن الله لن يتخلى عنا مهما كانت الآمنا، قالت ان إيمانها به هو الذي جعلها تتماسك وحماها من الانهيار.
في حياة الكثير منا وحش ألم صغير وطفل منبوذ لم يجد حضن والديه حارب العالم وحيداً، كان يظن أن الخطأ فيه لا في أي شيء، برغم أن قصتنا لم تعرف مثل أوبرا وينفري، إلا أننا أبطال حزننا وخيباتنا وألمنا الذي دفعنا الكثير لنفهمه.
الألم مهما كان قاس إلا أن علينا قرآءة رسالته من ثم تجاوزه، تمسكنا بالله والأمل يمنحنا القدرة على إعتناق الألم بدون أن يكسرنا أو يشوهنا.
طريقة واحدة للانتقام منه أن لا تدعه يكسرنا، أن لا نجعله أقوى منا، وأن لا نختار خيارات حمقاء حنقاً على قدرعشناه.
نظرتنا للألم أهم منه، بعضنا يراه عائق وبعضنا يراه تحدٍ وآخر ينظر إليه بعمق رسالة مضمونها التعلم وتجاوز العقبات والبحث عن الحكمة التوسع والنمو رسالة عامة لكل أشكال الألم، أما نوع الألم يمنحنا الرسالة الخاصة به.
خطورة الألم هي أننا نرى أنفسنا من خلاله نرى أننا نستحقه.
يتفاقم الألم حين نجعله مركوناً في الداخل، نصر بطريقة ما تجاهله، نظن أنه حل قادر على إسكات ما نشعر به، لكننا لا نفعل شيئاً سوى أننا ندفنه معنا، نرى في مواقف الحياة ألمنا المدفون، صورنا المشوهة، فاما أن نواجه الحقيقة أو نظل ندفع ثمنه مضاعفاً الى الأبد.

تعليقات
إرسال تعليق