العلاقة مع الأبوين نقطة الضعف أو القوة

 العلااقات الأسرية أعمق العلاقات في الحياة وأكثرها خطورة لإنها تشكل الإنسان، سماته الشخصية وطبيعة سلوكه.

العلاقة مع الوالدين تظل الإمتحان أو المنحة الحقيقية للإنسان فبقدر وعيهما يحدد مصيره بحسب لسلوكياتهم. 

العلاقة السوية

 

العلاقة السوية لديها قدرة على الدعم وأحترام الخصوصية وترك مساحة للخيار والقدرة على الحوار، إنها تقدر حرية الشخص وتساعده على رسم مصير بنفسه. 

الوالدان الواعين هما اللذان يفصلان بين مهتهم الابوية وبين حياتهم الشخصية، هم اللذان يعتبران الأبناء أمانة ومسؤولية. 

هذا الوعي يجعل لديهم قدرة على فهم الحقوق والوجبات تجاه الأبناء بشكل سوي ومتزن. 

العلاقة غير السوية 

العلاقات غير السوية تفتقد لتلك الحدود والشروط، أحد أشكال العلاقة المريضة هي العلاقة الاعتمادية. 

 علاقة يحاول فيها أحد الأطراف الاستحواذ على الطرف الآخر وجعله في خدمته. 

 خطورة تلك العلاقة، أن الأب أو الأم يستمدان شعورهما بالرضى عن نفسهما من خلال أولادهم وشعورهم بالفخر أمام الناس. 

يكون الأبناء الذكور عرضة لذلك أكثر من الإناث، هذا بسبب النصرة الاجتماعية. 

إنها علاقة لديها انحراف في الغاية بحيث لا يكون البر هو الإطار للعلاقة يصبح التسلط والكبت وعدم احترام المساحة الشخصية هي المحددات للعلاقة. 

ما لم أستطع أفعله لنفسي ابني سيفعله لي، درجة أكثر سمية في العلاقة وأكثر اعتمادية، ابني هو الذي سيرفع شأني، هو من سيحقق لي التقدير الذي كنت انتظره، هو الذي سيتحمل مسؤوليتي التي اخترتها له أنا.

حياة الإنسان غالية ولا تصلح أن تكون حياة إنسان محطة لإصلاح حياة شخص آخر.

ذلك الطريق يجعلنا نعيش داخل دائرة مغلقة كل شخص يعيش حياة شخص غيره؟ وآخراً لا أحد عاش حياته بقيمه وطريقته. 

رائعة فيروزعندما قالت: أبناءكم ليسوا لكم أبناءكم أبناء الحياة،لا أحد عليه أن يعيش دور أحد ولا أحد عليه أن يحقق آمال أحد. 

 عش سعيداً قوياً حقق الأشياء التي أردت تحقيقها بنفسك لا تجعل سعادتك أو قيمتك متعلقة بصير شخص آخر حتى لو كان ذاك الشخص هو ابنك.

 ابنك سيفعل ذلك مع أبناءه، سيلقي ذلك الحمل عليهم كما وضعته أنت عليه، وسيكون العجز والحيرة والغضب ما يحمله تجاههم كما حملته أنت. 

  الاباء والأمهات الذين يعيشون مع أولادهم علاقة إعتمادية هم الأكثر تعاسة، والابناء هم الأكثر حيرة وتخبطاً وألماً. 

لقد تحولت الآية وانعكس الدور بدلاً من أن يعطي الآباء  ابناءهم احتياجاتهم، ويساعدونهم في رسم طريقهم بحرية، يضعون حملهم عليهم ويخطفون حقهم في أن يكونوا أنفسهم بحرية.